31/10/2010 - 11:02

إسرائيل "مرتاحة" إزاء "المردود الإيجابي" لسياستها على الحلبتين العربية والدولية

إستمرار الإشادة بنتائج "قمة دافوس" التي ألقى فيها الشاعر محمود درويش مقاطع من قصائده حول السلام

إسرائيل
أعربت مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى عن ارتياحها لما وصفته "المردود الايجابي لسياستها على الحلبتين العربية والدولية"، في أعقاب استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وأشارت تحديداً الى سعي الاتحاد الاوروبي لتحسين علاقاته مع إسرائيل والى احتمال قرار اردني وشيك باعادة السفير الاردني الى تل ابيب.

وربطت هذه المصادر بين كل ذلك وبين ما حققته إسرائيل خلال قمة دافوس التي انعقدت في البحر الميت في الأردن مؤخراً، وخصوصاً على صعيد "الاختراقات للمقاطعة العربية". وكشف النقاب، هذا الأسبوع، أن الشاعر الفلسطيني محمود درويش شارك في الملتقى وقرأ "مقاطع من قصائده حول السلام على هامش أمسية خاصة نظمها الأردن للمشاركين"، على ما كتب مندوب جريدة "القدس العربي" في الملتقى، وكما نشرت صحف عربية أخرى في بيروت وأوروبا.

هذا، ونقل المحلل السياسي في صحيفة "هآرتس"، الوف بن، عن رسالة تلقاها رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون أخيراً من مفوض سياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا يقترح فيها "ادارة العلاقات مع اسرائيل بأسلوب جديد" والشروع في حوار اسرائيلي- اوروبي حول قضايا استراتيجية تهمّ الطرفين. اضاف ان سولانا أرفق رسالته بنسخة عن وثيقة قدمها لزعماء الاتحاد تتضمن خطة تفصيلية عن سبل معالجة انتشار اسلحة الدمار الشامل.

ورأت المحافل السياسية في زيارة شارون الوشيكة لكل من بريطانيا والنرويج "بداية اذابة الجليد" في العلاقات و"دليلاً على انفتاح العواصم الاوروبية وقبولها بشارون" بعد فترة طويلة من الانتقادات الاوروبية الشديدة لسياسته. واستدركت المحافل لتحذر من تفاؤل مفرط "فإلى الان لم تعلن اوروبا انتهاج سياسة مغايرة لكن ثمة تصريحات وتطورات سياسية تطمح الى حدوث تغيير ينبغي متابعته". وأوردت على سبيل المثال الطلب الاوروبي الاخير من ايران بضرورة التعاون مع مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية وقرار اوروبا العمل من أجل وقف تدفق الاموال من اراضيها الى حركة "حماس".

وتعزو اسرائيل "هذا التغيير الأوروبي" الى "الضربة المؤلمة" التي وجهها الرئيس الاميركي جورج بوش الى اوروبا باستثنائها عن قمة العقبة، الشهر الماضي، ما يعني افتقادها اي دور في عملية السلام في الشرق الأوسط. وترى اسرائيل ان اوروبا التي ايقنت فداحة خسارتها حيال "اتهامها اسرائيل بالمسؤولية عن كل سيء في الشرق الأوسط" سارعت الى اتخاذ خطوات لتغيير سياستها فوافقت على ضم اسرائيل الى وكالة الفضاء الاوروبية "من دون اشتراط سياسي" ووقعت بالاحرف الاولى على معاهدة اقتصادية تقضي بتوسيع رقعة الصادرات الاسرائيلية الزراعية الى دول الاتحاد "لقناعتها ايضاً بأن اسرائيل تشكل اكبر سوق للبضائع الاوروبية في الشرق الأوسط وتصدّر اليها ضعفي ما تستورده منها". وختم التقرير بالاشارة الى أن نقطة الخلاف الوحيدة بين اوروبا واسرائيل تتعلق بتعاطي دول الاتحاد مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واصرار زعمائها على لقائه في مقره في رام الله فيما تصر تل أبيب على مقاطعة كل زعيم يلتقي الرئيس الفلسطيني.

من جهتها اوردت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الاردن قد يعلن قريباً اعادة سفيره الى تل ابيب. ونقلت عن اوساط سياسية مسؤولة ان الولايات المتحدة واسرائيل تمارسان ضغوطاً على عمّان والقاهرة لاعادة سفيريهما، اللذين استدعتاهما مع اندلاع الانتفاضة.

وتابعت ان "خريطة الطريق" نصت على قيام دول عربية معتدلة بخطوات في اتجاه تطبيع العلاقات مع اسرائيل. اضافت أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً ايضاً على كل من المغرب وتونس وسلطنة عمان في محاولة لإقناعها باعادة فتح الممثليات الاسرائيلية على اراضيها والتي اغلقت هي ايضاً مع اندلاع الانتفاضة.

وقدرت الاوساط ذاتها ان يكون الاردن أول من يعيد علاقاته الطبيعية مع اسرائيل ويعيد سفيره قبل ان تُقدم مصر على خطوة مماثلة "لأن الاردن يبدو اكثر نضوجاً لاتخاذ خطوة كهذه".

التعليقات